يعدّ فيسبوك قائد منصات وسائل التواصل الاجتماعيّ، حيث يُحقق معدلات نموّ غير معقولة يُمكن القول أنها لا تخضع لأي معيار أحيانًا، إلّا أنّ استراتيجيات النموّ وتغيير العقلية التي تمّ إحداثها عبر منصة فيسبوك كانت مدفوعةً بقيادة فريق هندسي واستراتيجي ذو مستوى عالمي رفيع؛ ليقوموا سويًا بتطوير منصة خاصة بالإعلانات شكك العديد من خبراء المجال بإمكانية نجاحها.
في بدايات ظهور الفيسبوك، تم اعتباره كمنصة للتواصل الاجتماعيّ فقط، حيث يُسجّل العديد من الناس دخولهم عبره لاكتشاف ما يقوم به الأصدقاء، وأفراد العائلة، والزملاء. أدّت هذه الرؤية وبالرغم من صحتها في ذلك الوقت إلى إعاقة تقدّم فيسبوك بالشكل الذي قد كان مخططًا له، مما دفع المؤسسين إلى محاولة الابتعاد عن هذه الرؤية. تمّ فتح المنصة للشركات ومختلف الأعمال التجارية مقابل تكلفة مجانية في ذلك الوقت، الأمر الذي أثار شكوكًا حقيقية حول إمكانية تحويل هؤلاء العملاء المحتملين إلى عُملاء يقومون بالدفع. ولنصدق القول، إنّ هذا الارتياب كان في موضعه تمامًا حيث كنتُ من ضمن الأشخاص المشككين بشكل حقيقي من إمكانية تحوّل فيسبوك إلى منصة تدرّ أرباحًا، ولكن المفاجأة أنه وبقيادة مارك زوكربيرج لم ينجحوا بتحقيق ذلك فحسب، بل خلّدوا نجاحًا متألقًا.
تم طرح أسهم فيسبوك للاكتتاب العام في مايو 2012، ليُدرج سهم فيسبوك في البورصة بسعر 38 دولار أمريكي فقط مع توقعات بأن تصل قيمة الشركة إلى 104 مليار دولار، الأمر الذي أثار سخرية العديد من الخبراء. بحلول عام 2020 ارتفع سعر السهم الواحد ليصل 230 دولار أمريكي مع تقييمات سعر الشركة بمبلغ تجاوز الـ 656,15 مليار دولار. اليوم، يقول العديد من خبراء السوق الذين يفهمون تمامًا طبيعة عمل منصة إعلانات فيسبوك أنه من المتوقع استمرار نموّ السهم.
وعلى نهج جوجل قبل 20 عامًا، يُحدث فيسبوك اليوم ثورًة في طُرق وصول الشركات والأعمال التجارية من مختلف الأحجام إلى جميع شرائح العُملاء سواء الموجودين أصلًا أو العملاء الجدد، ويكمُن الاختلاف بين منهجية جوجل المدفوعة بالبحث فقط ومنهجية فيسبوك، بأن الأخيرة تعمل بشكل مُعمقٍّ أكبر بطريقة تسمح للشركات والأعمال التجارية من استهداف العملاء بما يُعرف بالقنص.
ما تحتاج الشركات معرفته حول إعلانات فيسبوك في الرياض
نستطيع القول بأن فيسبوك يعرف كل شيء تقريبًا عن مستخدميه الذين بلغ عددهم 1.5 مليار مستخدم بدءًا من الأعمار، وأماكن الإقامة، والموطن الأصلي، والحالة الاجتماعية، وعدد الأطفال (بالإضافة إلى فئاتهم العمرية) والهوايات والأفرقة المفضلة بالإضافة إلى عدد مرات السفر وأكثر من ذلك بكثير؛ ليمُكّن هذا كله الشركات من تضييق نطاق الإعلان واستهداف الجماهير بشكل محدد حيث يُمكن الوصول إليهم في غضون دقائق قليلة من وقت إطلاق الحملة. وعلى خلفية هذا يُمكن للشركات استهداف حجم جمهور صغير يبلغ 1000 شخص وحتى 10 ملايين شخص إذا كان هذا بالضرورة ما تطلبه الحملة الإعلانية.
يوجد في السعودية قرابة ال 7.7 مليون مستخدم فيسبوك تتراوح أعمارهم ما بين 13 وحتى +65 سنة يتواجد منهم على الأقل 4.1 مليون مستخدم في الرياض و 1.7 مليون مستخدم في الرياض.
تمتاز فيسبوك بتكاليف بدء معقولة عند تفعيل الحملات؛ حيث يُمكن للشركات تشغيل حملات ذات ميزانيات حرجة ببضع دولارات فما فوق، وهذا بدوره يُزيل عقبات البدايات؛ كنتيجة لذلك تمتلك فيسبوك اليوم أكثر من 2 مليون عميل للإعلانات في مختلف أنحاء العالم.
بالإضافة إلى خيارات الاستهداف الكبيرة والمتعددة، توفّر منصة إعلانات فيسبوك الفرص التالية:
الظهور للعميل المتوقع في أوقات الرّاحة
يستخدم الناس منصة فيسبوك عبر الحواسيب المحمولة، وبصورة أكبر من ذلك عبر الهواتف المحمولة وأجهزة الآيباد، عزز هذا الأمر عدد مرات الوصول اليومي للمنصة، يُمكن القول أيضًا أن المستخدمين يتصفحون المنصة في أوقات الراحة الأمر الذي يوفّر فرصة للعلامات التجارية المختلفة بالتفاعل مع العملاء المحتملين دون احتكاك سلبي معهم. تذكّر بأن الأشخاص عندما لا يكونون في وضعية حذرة أو دفاعية يسهُل إقناعهم وبيعهم.
التواصل مع الأشخاص الذين قاموا بزيارة موقع الويب
تعد أداة إعادة الاستهداف أحد خيارات منصة إعلانات فيسبوك، حيث يُمكن للشركات عبر هذه الأداة استهداف الأشخاص الذين قاموا بزيارة الصفحة الرئيسية لموقع الويب الخاص بهم أو أي صفحات أُخرى محددة عبر الموقع، كما وتعتبر هذه الأداة إحدى أفضل خيارات التواصل مع الأفراد الذين يمتلكون معرفة سابقة بالعلامة التجارية ؛ لذلك توجد احتمالية دائمة لإتمام حوار مع عميل محتمل أو حتى تسليط الضوء على عرض المبيعات الحصري من خلال الرسائل المرسلة؛ ليُعيد ذلك الاهتمام الذي ربما قد فُقِد سابقًا. أدّى تطوير حديث يُسمى "فيسبوك بيكسل" لتحسين هذه الخاصية؛ حيث أصبح بالإمكان إنشاء شريحة جماهير مستهدفة بناءً على وقت التصفح الذي يقضيه الأفراد على موقع الويب.
التحدث مباشرة لقواعد بيانات البريد الإلكتروني التي تمتلكها ( دون التعرض لاحتمالات البريد العشوائي)
إذا ما سألتَ أي من المسوقين الرقمين حول أفضل طرق التواصل مع العملاء؛ سيخبرك أن التسويق عبر البريد الإلكتروني لا يزال يُعتبر من أكثر الطرق فعاليّة اليوم. الأمر غريب بالطبع، لأنه في مجال سريع التطور كالتسويق الرقميّ من غير المنطقي الاعتقاد أنّ الأداة التي كانت تستخدم قبل 20 عامًا لا تزال تُستخدم بنفس الصورة الآن. يلزم تطوير البريد الإلكتروني وطرق توظيفه في التسويق طبعًا؛ ولا داعي للقول بأن فيسبوك قام بإيجاد طريقة مُستحدثة تُمكن الشركات من توظيف قاعدة بيانات البريد الإلكتروني التي تمتلكها بشكل أفضل.
يُمكّن فيسبوك الشركات اليوم من تحميل قواعد بيانات العملاء المحتملين عبر المنصة، ثم يُحاول مُطابقة قواعد بيانات الشركات بقواعد بياناته؛ حيث ستسمح عملية المطابقة هذه والتي تحتوي 1000 شخص على أقل تقدير بتحديد رسائل مستهدِفة لهؤلاء الأشخاص على وجه الخصوص. مرًة أخرى، لا يُعدّ هذا النوع تسويقًا باردًا لأن الأشخاص المستهدفين عبر هذه الطريقة يعرفون العلامة التجارية، بحيث يُوفّر شكل الإعلانات هذا نقاط تواصل مع الأشخاص الموجودين أصلًا في خط المبيعات.
ما هي أهمية هذا الأمر؟ انخفضت معدلات فتح البريد الإلكتروني عبر العقد الماضي بنسبة كبيرة؛ حيث أنه وبغض النظر عن مدى قوة قواعد البيانات التي تمتلكها الشركات إلّا أنه سيقوم 30_40% فقط من المستلمين بفتح الرسالة. باستخدام أداة قائمة فيسبوك التسويقية يُمكن رؤية الرسائل التي ترغب الشركات بإيصالها لجميع الأشخاص المتطابقين مع قواعد بياناتها عدة مرّات عبر صفحة آخر الأخبار.
سهولة استهداف الجمهور المحليّ
أدّت زيادة استخدام تطبيق فيسبوك للهواتف المحمولة بشكل هائل، بالإضافة لبيانات الملف الشخصي للمستخدمين التي يتم الحصول عليها عبر المنصة إلى تقديم فيسبوك تسويقًا يعتمد على الموقع الجغرافي، مما يسمح للشركات بالوصول إلى الأشخاص الذين يقعون بالقرب من أماكن محددة تُشكل أهمية بالنسبة لهذه الشركات.
فيسبوك أداة مثالية لإيجاد العملاء المحتملين
إن الحصول على عملاء مبيعات مُحتملين هو الهدف الأهم والأصعب بالنسبة لأي شركة أو عمل تجاري. قدمت فيسبوك حلول للشركات المختلفة عبر منصة إعلاناتها بحيث يُمكن إيجاد العملاء المحتملين بطريقة مُبسطة بالنسبة للشركات والزبون المحتمل كذلك.
فيسبوك يُساعد على توسيع نطاق الجمهور المستهدف
إذا امتلكت الشركات لقواعد بيانات صغيرة الحجم أصلًا، أو كان معدل تطابقها مع بيانات فيسبوك أقل من المتوقع، يُمكن لأداة مماثلة الجماهير من فيسبوك الاعتماد على حجم البيانات الصغير لتوليد حجم جمهور أكبر من المتوقع وللقيام بذلك بصورة منطقية فيما يتعلق بحجم ودقة الجمهور المستهدف، قام فيسبوك باستخدام بيانات التنميط للجمهور المتوافق بحيث يتم توظيف هذه المعايير لإيجاد المزيد من الأشخاص المتشابهين في التفكير والذين يبدون اهتمامًا بهذا المنتج أو الخدمة على سبيل المثال.
تتبع العائد على الاستثمار عبر المنصة
لطالما كان تتبع العائد على الاستثمار أمرًا صعبًا بالنسبة للشركات التي ترتبط أعمالها بمنصات وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذلك حرص فيسبوك على إتاحة العديد من الطرق التي تعرض عوائد الاستثمار للشركات وهذا هو عين الصواب هنا؛ حيث أن أي شركة ترى أثر عائد استثمار واضح وكبير من إعلاناتها على المنصة سوف تُنفق المزيد من الأموال عبرها.
إمكانية إنشاء إعلانات إنستغرام عبر المنصة نفسها
احتلت إنستغرام تصنيف منصة التواصل الاجتماعي الأكثر نموًّا خلال العامين الماضيين، حيث استحوذ عليها فيسبوك عام 2012، ليقوم بدمج الخيارات الإعلانية المتاحة عبر إنستغرام لتصبح ضمن خيارات منصة إعلانات فيسبوك، مما مكّن الشركات من الاستفادة خيارات الاستهداف الموحدة عبر المنصتين. تعرّف أكثر على إعلانات إنستغرام عبر هذا المقال
إعلانات ماسنجر
تعدّ الرسائل المباشرة إحدى طرق الإعلانات الشائعة. يُمكّن فيسبوك الشركات من عرض إعلاناتهم إلى الأشخاص الذين قاموا بمراسلتهم؛ حيث سيقود هذا لتحقيق معدلات تفاعل أعلى دون خوض معركة الظهور في صفحة آخر الأخبار، كما يُمكن بواسطة هذه الإعلانات مشاركة آخر العروض ومتابعتها مع الأشخاص المهتمين، مما يجعل من إعلانات ماسنجر طريقة فعّالة للاهتمام بالعملاء المحتملين.
البيع إلى العميل بشكل مباشر
قام فيسبوك مؤخرًا بتزويد الشركات والباعة بخيار التجارة عبر الإنترنت عن طريق استخدام فيسبوك كمنصة يتوفر عبرها متاجر وهذا يعني إمكانية نقر الزبون على زر الشراء دون مغادرة التطبيق، يُمكن أيضًا تحقيق الربط بتطبيقات التجارة الإلكترونية حال الرغبة في ذلك. يقود الخيار هذا لجعل تجربة التسوق أفضل بالنسبة للعملاء المحتملين وبالتالي زيادة المبيعات.