تتجه العديد من الشركات للتوسع نحو أسواق جديدة ويرجع السبب في ذلك إلى الفرص المتاحة في هذه الأسواق بالإضافة لعوامل الجذب المتوفرة عبرها؛ وبأخذ هذه العوامل بعين الاعتبار، لا عجب أن تصبح منطقة الشرق الأوسط واحدة من أفضل المناطق للاستثمار وتطوير الأعمال. في هذا المقال سنتناول أفضل المفاتيح الرئيسية التي يجب مراعاتها عند إطلاق الأعمال في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة للتحديات التي يجب الاستعداد لها وبعض النصائح لتحقيق أفضل النتائج.
رؤى وفرص الشرق الأوسط
تُكوّن منطقة الشرق الأوسط العديد من الصور النمطية ووجهات النظر المتضاربة حولها، فهي من ناحية ما تُعدّ منطقة توتر وعدم استقرار سياسي، ومن ناحية أخرى تُعتبر مكانًا غنيًا بالثروات المختلفة. وبينما يوجد الكثير من الحقائق التي تقف خلف هاتين الناحتين إلا أن النقطة الأهم هنا والتي يجدر الإشارة إليها، أن الشرق الأوسط مُعقّد ومتنوع كذلك، ويُمكن القول أنه بفضل الأحداث العالمية التي تأخذ حيزًا في المنطقة؛ ستُصبح أكثر استقطابًا للشركات التي تتواجد خارجها. من الأمثلة على الأحداث العالمية التي تجري في المنطقة: معرض إكسبو 2020 دبي -تأجل 12 شهرًا بسبب جائحة كوفيد-19 وقمة مجموعة العشرين 2020 في المملكة العربية السعودية وكأس العالم لكرة القدم في قطر 2022.
التحول من الاقتصاد النفطي إلى التنويع الاقتصادي
اكتسبت منطقة الشرق الأوسط أهميتها وثرواتها بشكل أساسي من التجارة في القطاع النفطي، وبالرغم من ذلك فإن العديد من دول المنطقة تتجه لاتخاذ بعض الخطوات الاستباقية لغايات تنويع اقتصادها، الأمر الذي بدوره يقوم بإتاحة الفرص للعديد من القطاعات التي كانت تمتلك فرصًا محدودة للاستثمار سابقًا، كما يعدّ القطاع التكنولوجي أحد القطاعات التي تحظى بأولوية للاستثمار هنا؛ حيث يتم توظيفه لدفع نموّ عجلة الأعمال. تُشكّل دول مجلس التعاون الخليجي (وهي ست دول تمتد على طول الخليج العربي مكوّنة ومنذ زمن طويل اتحادًا سياسيًا واقتصاديًا) أحد أكثر الاتحادات ثروةً في العالم؛ بحيث تمتلك ما يقارب ثلث معدلات قوائم العالم من ناحية نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحليَ.
تركزت سمعة المنطقة سابقًا حول صعوبة الاستثمار الأجنبي أو دخول أي من الشركات إليها؛ ولكن مع قرارات التنويع الاقتصادي حرصت الحكومات على تخفيف الشروط المتعلقة بلوائح الملكيات والاستثمار الأجنبي، بالإضافة إلى إصدار العديد من القوانين التسهيلية التي تُحفّز الاستثمار الأجنبي، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل أتاحت الحكومات إجراءات التمويل من قبلها كخطوة داعمة.
يُقدّم الشرق الأوسط العديد من الفرص للشركات المحلية كذلك؛ حيث تجلى هذا في الحرص على تطوير جودة التعليم؛ لضمان إعداد جيل مؤهل جيدًا لمواكبة المستقبل التنقيّ. و لتقريب الصورة أكثر عن مدى التطورات التكنولوجية التي تحدث في المنطقة اليوم، إليك هذا المثال: يتم بناء مدينة ذكية في المملكة العربية السعودية تُدعى نيوم، ستنتقل قريبًا لمصر والأردن كذلك، بتكلفة استثمارية بلغت 500 مليون دولار أمريكي ممولة من قبل صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع بعض المستثمرين الدوليين.
تعدّ منطقة الشرق الأوسط أيضًا موطن للعديد من المغتربين، وخاصة في دولة السعودية التي تقوم باستقطاب العديد من الأفراد نحو المنطقة؛ وذلك عن طريق إتاحة العديد من خيارات الإقامة مثل تأشيرات مدى الحياة، وتأشيرات طويلة الأمد للعديد من المستثمرين والعاملين الماهرين.
ولا تزال العديد من دول المنطقة تنمو كأسواق ناشئة، بالإضافة لازدياد التسوق عبر الإنترنت، حيث اجتذبت هذه الزيادة عملاق التجارة الإلكترونية أمازون للاستثمار في الشرق الأوسط، فيُعدّ خيار التسوق عبر الإنترنت خيارًا ممتازًا للتسلية بسبب الطابع المحافظ للمنطقة وذلك على عكس المفهوم الرائج في الدول الغربية حول التسوق. بالرغم من بطء تبني المفهوم هذا في البدايات إلا أنه ينمو بشكل ملحوظ بسبب اتصال الانترنت واسع النطاق، ومعدلات الامتلاك العالية للأجهزة المحمولة، بالإضافة لمستويات النموّ والمشاركة المرتفعة عبر قنوات وسائل التواصل الاجتماعي.
الأحداث العالمية المؤثرة في المنطقة
شهدت المنطقة العربية تأثيرات ملحوظة نتيجة الأحداث العالمية، كالأزمات الاقتصادية والسياسية والتغيرات التكنولوجية المتسارعة. انعكس ذلك على الأسواق المحلية من خلال تغييرات في سلوك المستهلكين، تقلبات أسعار المواد الخام، وتحديات سلاسل التوريد. كما كان للأحداث الجيوسياسية دور كبير في إعادة تشكيل التحالفات والتوجهات التجارية، مما دفع الشركات العاملة في المنطقة إلى التأقلم مع هذه المتغيرات لضمان استمرار أعمالها والقدرة على المنافسة.
التحديات والمتطلبات القانونية
- العلامات التجارية: هنالك العديد من السياسات المتعلقة بالعلامات التجارية لأنشطة التجارة الإلكترونية والمبيعات بين الدول؛ لذلك سيتوجب عليك القيام بتعبئة نموذج (يتضمن طبيعة البضائع والسلع المُقدّمة مع مراعاة أن بعض هذه السلع محظورة) وبحاجة إلى الموافقة. ولا بد أيضًا من بناء هوية العلامة التجارية رقميًا.
- ضريبة القيمة المضافة: يوجد اتفاقات ذات شكل محدد حول ضريبة القيمة المضافة وفقًا للسوق الذي تعمل عبره، يضمن ذلك الامتثال الضريبي لكل السلع الخاضعة للضريبة ويتطلب أيضًا تطبيق رقم تعريف ضريبة القيمة المضافة؛ حيث تترتب عقوبات وخيمة على أولئك الذين يتهربون من الدفع الضريبي وبالرغم من أنه قد لا ينبغي اعتبار هذه النقطة كعائق فعلي للاستثمار في المنطقة ولكن يجب أخذها دائمًا في عين الاعتبار.
إجراءات العلامات التجارية والتسجيل
تلعب العلامات التجارية دورًا محوريًا في بناء هوية الأعمال وحمايتها من التقليد والاعتداءات التجارية. تختلف إجراءات تسجيل العلامات التجارية في المنطقة من دولة لأخرى، وتتطلب عمليات متعددة تشمل تقديم الطلبات، مراجعة العلامة، وإصدار شهادات الحماية. تتطلب هذه الإجراءات وقتًا وميزانية يجب على الشركات أخذها بعين الاعتبار عند التوسع. ومن الضروري كذلك الاستعانة بمستشارين قانونيين متخصصين لضمان حماية العلامة التجارية في جميع الأسواق المستهدفة.
متطلبات ضريبة القيمة المضافة في الأسواق المختلفة
تختلف متطلبات ضريبة القيمة المضافة في الشرق الأوسط حسب كل سوق، حيث تتباين نسب الضريبة وإجراءات التسجيل ومتطلبات الامتثال الضريبي. تتطلب بعض الدول التسجيل الإلزامي لضريبة القيمة المضافة بمجرد تحقيق حد معين من الإيرادات، بينما تكون ضريبة القيمة المضافة اختيارية في دول أخرى. يتعين لتوسع الشركات في المنطقة أن تدرس جيدًا هذه المتطلبات وتحدد استراتيجيات مناسبة لإدارة التكاليف الضريبية وتجنب التأخير في الامتثال.
استراتيجيات بناء العلاقات والشراكات المحلية
- البحث: ستكون بحاجة لإجراء بحث مُفصّل حول السوق الذي تتطلع لدخوله؛ لتعلم جميع اللغات المحلية وتقاليد المنطقة مما يعزز أغراض الاستهداف والتكامل.
- الصّبر: يجب أن تتحلى بعقليّة توسعيّة طويلة المدى وذلك لأن الحظي بعلاقات أمر ضروري هنا ويحتاج الكثير من الوقت لبنائه مما يؤهلك لاكتساب الثقة والدخول إلى السوق.
- التشارُك: في خضم التركيز على العلاقات لنجاح الأعمال، يعد الوصول لشبكة تواصل محلي أمرًا مهمًا لتحقيق النجاح، وبالتالي فإن العمل مع الوكالات والشركات المحلية يساعد على تحقيق فهم أعمق حول السوق والوصول إلى هذه الشبكات. على سبيل المثال تمّ إطلاق نيكسا عام 2005 في الإمارات العربية المتحدة من قبل مجموعة صغيرة من المغتربين لتصبح بعد ذلك مصدرًا لمساعدة العديد من الشركات الأخرى على اقتحام السوق وتمرير العديد من الخبرات المحلية بحيث يكون هذا التحول سلسًا ومُجدّيًا اقتصاديًا قدر الإمكان.
- التواصل: المفاوضات جزء أساسي من الأعمال في الشرق الأوسط والتي ينبغي الاستعداد لها جيدًا، كما تلعب امور التواصل دورًا أساسيًا في تطوير العلاقات بين العمل التجاري والمستهلك، يجب الانتباه أيضًأ إلى اللغة التي يتحدث بها المستهلك، حيث يجب مراعاة الاختلاف في اللهجات المحكية للغة العربية عبر أسواق الشرق الأوسط.
أهمية التواصل والتفاوض في السوق المحلي
يتضح من خلال المعطيات السابقة أن الشرق الأوسط منطقة محورية للابتكار والاستثمار، وقد دُعِم ذلك بجهود كل من القطاع الحكومي ومستثمري القطاع الخاص الذين عملوا على تمويل المشاريع الناشئة، وتطوير التكنولوجيا والبنية التحتية لغايات تنمية الاقتصاد في المنطقة. من المقرر أن تصبح منطقة الشرق الأوسط رائدةً في مجال المال والأعمال على مستوى عالمي منافس ومع كل الجهود والإصلاحات المبذولة لتخفيف قيود الاستثمار الأجنبي في هذا السوق يبدو من المنطقي جدًا بل ومن الحكمة أيضًا أن تُفكّر الشركات بالتوسع هنا. لذا لا بد من تواصل فعال وبناء شبكة علاقات تتيج لك بتوسيع أعمالك في المنطقة وتحقيق النجاح.
ما هي أفضل طريقة لتوسّع الشركات في منطقة الشرق الأوسط؟
ننصحك بالعمل مع وكالات محلية تمتلك خبرة في المنطقة. احجز جلسة افتراضية معنا لتبدأ اليوم.
تعليقات